حسب رأي الخبراء يوجد في بلغاريا أكثر من 60 نوع من خامات الذهب وحسب الخرائط المسماة بخرائط "خالي" والتي تسجل خامات هذا المعدن الثمين على نطاق العالم، لدى بلغاريا أكثر من 13 الف طن من الذهب غير المصفي، وتبلغ قيمته 150 مليار يورو. وحسب رأي علماء الأكاديمية البلغارية للعلوم، تتمتع بلغاريا بأكبر ثروة من الذهب غير المصفي في أوروبا. وحسب الدكتور "أميل مينيف" بروفيسور في الأكاديمية البلغارية للعلوم، بلغاريا جزء من "المثلث الذهبي"، المثلث الذي تقع أفريقيا الجنوبية في رأسه.

"ما حدث قبل عهود طويلة هو تمزق في قشرة الأرض، بحيث ظهر خلل عميق يمتد من دولة أفريقيا الجنوبية الحالية عبر مصر ووادي النيل حتى يصل شبه جزيرة السيناء ويمتد من هناك نحو شمال غرب آسيا ويتجزء الخلل في منطقة البحر الأسود، حيث يمتد أحد الخللين الجديدين نحو القفقاز، أما الثاني فيصل الى شبه جزيرة البلقان وبالأخص الى بلغاريا. وذلك ما نسميه بالمثلث الذهبي الذي يقع دولة افريقيا الجنوبية في رأسه وإحدى زوايا قاعدته في القفقاز أما الثانية في بلغاريا. تقع على الساحل البلغاري من البحر الأسود ما نسميه بـالأحزمة الذهبية. وتعتبر هذه الأحزمة الذهبية الواقعة في بلدنا جزء من مبنى جيولوجي شامل، اما الجزء الأخر منه فيقع في " ألاسكا".

تعرف أراضينا حمى الذهب منذ زمن التراقيين الذين تفوقوا في استخراج الذهب منذ أقدم الأزمنة. وتشير الأدلة الأرخيولوجية بأن المنطقة الشرقية لسلسلة جبال الرودوبي كانت منجم هام للذهب على شبه جزيرة البلقان منذ عهد الحضارة الميسينية الإغريقية القديمة. وأغلب ثروات تلك الحضارة صنعت من معادن منتوجة من المناجم الواقعة في شرق جبال رودوبا.

ولم يتوقف حمى الذهب حتى اليوم ، ففي القرن الـ21 وفي ضروف الأزمة المالية سرعان ما تذكر الناس أن الذهب سلعة ثمينة وآمنة أيضا. لذا في البحث عن مخرج من الأزمة المالية والأقتصادية توجهت العديد من الشركات نحو أستثمار المعدن الأصفر الثمين، وطلبت رخصات أستثمار من وزارة البيئة لأستثمرا المناجم الواقعة في منطقة مدينة "كارجيلي" و "كروموفغراد" في شرق جبال الرودوبا. ويقع منجم هام آخر في منطقة "تشيلوبيتش" بالقرب من العاصمة صوفيا. تشير الإحصائيات إن استخراج الذهب في بلغاريا سيصل 10 طن سنويا.

حمى الذهب الحديث ليس ظاهرة خاصة ببلغاريا فحسب – فلقد أنتشر حول العالم بسرعة. وتوضح راهونا اكونيل، الخبيرة في هيئة الذهب العالمية أن السبب في أرتفاع أهمية الذهب في السنوات الأخيرة بالقول، ان الذهب هو العملة الوحيدة التي لاتصدرها دولة بعينها، ولهذا فانها سلعة عالمية يقبلها الجميع. وفي ظروف الأزمة المالية أرتفعة سعر الذهب حتى وصل 1095 دولارا أمريكيا للونصة. والسبب الرئيسي لارتفاع سعر الذهب هو أن مستقبل الأقتصاد الدولي لم يتضح بعد. وبالرغم من العلامات الأجابية التي نلاحضها في الأسواق في الأشهر الأخيرة – يبقى الذهب عملة مختبرة.
ويختتم الدكتور مينيف حديثه قائلا "كمية الذهب لدينا كافية للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية".

شمسة صلاح الدين