Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

بلامين ميتيف: "في حرب التحرير هناك صفحات لم تُكتب بعد"

تحتفل بلغاريا اليوم، بعيدها الوطني. في الثالث من مارس، قبل 136 عاما وُقّعت في اسطنبول اتفاقية لامسان ستيفان التي أنهت مآسي الحرب الروسية التركية من عام 1877، 1878. بعد ما يربو على 5 قرون من النير العثماني أُفتتحت أمام أسلافنا آفاق جديدة: إعادة السلطة البلغارية والتنمية الأوروبية للبلاد. لقد رفق التحرير تقدم ثوري في الإمبراطورية العثمانية. وفي عام 1875 اندلعت انتفاضة في بوسنا والهرسك  وبعد عام اندلعت انتفاضة أبريل في بلغاريا. في هذه الانتفاضة كان هناك تفاوت حول مستقبل الانتفاضة، فبعد منهم كانوا يراهنون على التمرد والبعض الآخر على فكرة جذب ضمير الغرب والقوى العظمى للتدخل في حل المسالة البلغارية. غير أن الانتفاضة انغمست في الدم. وهز العنف الذي قُمعت به الانتفاضة ضمير أوروبا كاملة.

انتفاضة أبريل هي قمة حركتنا الوطنية التحررية. لقد لعبت دورا هاما في تعميق ما يُسمى بالأزمة الشرقية، قال في مقابلة مع راديو بلغاريا البرفسور بلامين ميتوف، عميد كلية التاريخ في جامعة صوفيا. وفي هذا السياق بالقط، سياق الأزمة تغيرت سياسة القوى العظمى نحو الإمبراطورية العثمانية. ففي البداية، تم انعقاد مؤتمر دبلوماسي في اسطنبول حول الحل السلمي للنزاعات في البلقان. غير أنه وبعد فشل المؤتمر تم التوصل إلى حل عسكري للأزمة الشرقية. على خلفية هذا، كان للأحداث هذه الأراضي البلغارية ربيع 1876 صدى دولي كان له دورا هاما في اتخاذ هذا القرار، حيث ساهم في تغيير جذري فيما يتعلق بالمجتمعات المدنية في أوروبا. فقد أظهر الرأي العام ضغطا كبيرا على حكومات القوى العظمى ولم يكن أمامها إلا الانصياع لهذا الضغط في إعادة سياغة سلوكها تجاه الأحداث المرتبطة بالأزمة الشرقية.

ينبغي القول أن هذه الأزمة لم تكن فقط تؤدي إلى مشاكل البلقان، وإنما شملت الكثير من النواحي المرتبطة مصير الإمبراطورية العثمانية التي تملك أراضيا استراتيجية مهمة بالنسبة للقوى العظمى في الشرق الأوسط.

ونتيجة السياسة المتذبذبة للقوى العظمى حاولت الدبلوماسية الروسية وبحذر شديد الدفاع عن مصالحها في البلقان بدون أن تثير ردود الأفعال الأوروبية.

"كان ينبغي على الأمير غورتشاكوف رئيس الحكومة الروسية آنذاك، أن يعرض تجنبا من الأعمال العسكرية في البلقان من جهة، ومن جهة أخرى يبحث الملك والجناح العسكري أشكال لانتقام في ما عاشته روسيا خلال حرب الكريم. في هذا المعنى فغن السياسة الروسية إزاء البلغار والأزمة الشرقية كانت تبدو متناقضة، ولكننا إذا ما تبصرنا في هذا التناقض سيف نرى أن هناك استمرارية في البحث عن إمكانية إلحاق ضربة معاهدة السلام من باريس من جهة ومن جهة أخرى السعي المتواصل لمساعدة حركات التحرر لشعوب البلقان.

وفي 12 أبريل 1878 أعلن الأمبراطور الروسي ألكسندر الثاني في مدينة كيشينيف بيان الحرب على الإمبراطورية العثمانية. وشهدت هذه الحرب تقلبات مأسوية ومثيرة لكنها كانت في النهاية العامل الحاسم للقضية العادلة. يكفي أن نتحدث عن المعارك شيبكا أشار البرفسور ميتيف وأضاف:

"إلى جانب المقاومة البلغارية فإن مشاركة البلغار في الحرب وبالضبط في المجالات الأخرى ، دور هام في المهام الاستخبارية والاستطلاعية حول الشبكة الواسعة للجيش التركي. على سبيل المثال في عشية الحرب التحرير كان هناك تركيز بنسبة 50 في المائة من الجيش التركي في البلقان، ونجح البلغار في تضليل القيادة التركية وبالتالي هزيمتها من القوى الروسية في 15 يونيو حزيران 1877. حيث  عبروا الدانوب بقرب من مدينة سفيشتوف. ومن هنا استطاعت القيادة الروسية بتوزيع مهام قوتها وتنفيذ هزيمة كبرى للجيش التركي."

في هذا اليوم، يوم التحرير، ينحني الجميع أمام ضريح الجنود من الجيش الروسي، ممثلي الشعب الروسي والشعوب الأخرى وكذلك البلغار الذين ضحوا بحياتهم من اجل استقلال  بلغاريا. 




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

التوحيد - لحظة مشرقة في التاريخ الحديث

يصادف  اليوم  6 أيلول الذكرى 131  على توحيد إمارة بلغاريا مع روميليا الشرقية، منطقة حكم ذاتي داخل الإمبراطورية العثمانية. بدأ خلفية التوحيد في عام 1878 - السنة التي تحررت الأراضي البلغارية بعد حرب شديدة بين روسيا والدولة العثمانية. ووفقا لمعاهدة..

نشر بتاريخ ٦‏/٩‏/٢٠١٦ ٩:١٥ ص

نحمل جينات التراقيين والبلغار القدامى ولسنا من السلاف

توشك دراسة علمية للشفرة الجينية البلغارية على طمس العقيدة التي لطالما حاولوا ترسيخها في أذهان البلغار بأننا ذوو أصل يعود إلى شعوب جبال ألتاي. فقد تولى علماء بلغار وإيطاليون مهمة إيجاد ما الذي يكمن في جينات البلغار المعاصرين، فتوصلوا إلى نتائج..

نشر بتاريخ ٥‏/٩‏/٢٠١٦ ٩:٠٠ ص

الحمامات الرومانية – ديكور المسرحيات والحفلات الموسيقية

تقع في جنوب شرق مدينة فارنا على مقربة من الميناء أنقاض أكبر مبنى عام قديم في بلغاريا، ألا وهو الحمامات الرومانية لمدينة أوديسوس القديمة. وتعتبر هذه الحمامات أكبر ما عثر عليه في منطقة البلقان ورابع أكبر حمامات عائدة إلى العهد الروماني في أوروبا..

نشر بتاريخ ٣‏/٩‏/٢٠١٦ ٩:٠٠ ص