إن تؤمن بالخير، باحثا عن المعنى في كل ما حولك، فقد وجدت مكانك. مثلما يفعل بيتار بوياجييف، الذي يؤمن بالخير وطيبة الناس ويكرس وقته لحملات وأعمال معقولة. هو رئيس وكالة ترويج إعلاني، وحصل على تعليم عال في الخارج، غير انه قرر أن يطور نفسه مهنيا في مسقط راسهم. ونجح في استقراره في ظروف سوق إعلاني منكمش وبيئة تنافسية سيئة وشركات مفلسة.

ونال تدريبا مهنيا في ألمانيا بعد تخرجه من جامعة بريطانية باختصاص اتصالات تسويق وإعلان، ونال "أكبر ثقة بنفسه وأوسع خبرة ومعرفة عن طريقة العمل" ثم عاد إلى الوطن، وشعر ذات يوم بأنه يمكن له تطوره في بلغاريا بلا حرج.

"أحسست بفرصة للتطوير، تطوير أفكاري الشخصية وأفكار بعض زملائي واصدقائي وأفكار أجنبية كذلك. بلغاريا عبارة عن سوق صغيرة ومتواضعة بيد ان هه السوق ليست متطورة تماما وهناك العديد من قطاعات الأعمال والتي يمكن إكمال تطويرها، ناهيك عن تقدم الثورة الرقمية والتي تزيد من هذه الفرص للتنمية."

في البداية ما كان لديه وزملائه حتى مكتب، وكان أول عملائهم بعض أصدقاؤهم وأقرباؤهم والذين صمموا لهم نشرات. واليوم وكالتهم goboxe تعد حملات إعلانية وتوجه رسائل اجتماعية على حد سواء، على سبيل المثال Active Hour وهو إعلان عن ماء معدني وفي الوقت نفسه دعوة موجهة نحو الوالدين إلى جعل أطفالهم يمارسون الرياضة أكثر كي يرفعوا درجاتهم في المدرسة. هناك حملة اخرى حيث يهدي الأطفال هداياهم لمجايليهم ذوي الآهات.

"مدى ستة أعوام ونحن جلنا في بلغاريا نلم بطرق تنمية الاعمال، غير أنني وبشكل قاطع أرفضها، واثقا بان الاعمال يمكن أن تكون شريفة، تقام على قيم اخلاقية عالية، بل أن تتطور وتتقدم وقف هذه القواعد، وإن لم تنجح ماليا فسوف تجني نجاحا أخلاقيا، ضاربين مثلا حسنا لألائك خلفنا."

وهو أيضا واثق بأن الفكرة الحسنة بوسعها أن تهزم بيئة الاعمال السيئة. "فإن الاعمال تُقام حيث تمنح الجودة وليس بسرق ونزع عن الآخرين من أجل فوزك في حملة."

"خارج التسويق أمر مختلف نسميه بمؤشر للعمل النافع. وبغض النظر إن كنا نتحدث عن اتصالات إعلانية بالمستهلك النهائي أو حملة تشهير السمعة، بل نهدف لإظهار طريقة اكتراثنا بالبيئة والناس من حولنا وليس مجرد عرض منتج أو زيادة المبيعات."

كما وعبر بيتار بوياجييف عن تضامنه بقضية المشردين وهو يعد فيلما وثائقيا مكرس لهم. واعترف أنه حزين على مصيرهم الصعب وفي الوقت نفسه هو متضيق أن يتحدث عن ذلك.

"كل مرة وأنا أنظر إلى مسن يجول سلال القمامة أطرح لنفسي سؤالا، "أيستحق هذا الشخص مصيره هذا؟ وماذا فعل مدى 40 أو 50 عاما وهو متفرغ للدولة وما إذا كان يستحق مثل هذا المصير؟" بل إنه قضية غير متعدى بل لدي ثقة بأننا سوف نجد حلا حتما إن نتوحد حول القضية، لذا أنا أبحث عن رفاقا يفكرون مثل تفكيري في هذا المجال."

وقال إنه يريد أن يرى ذات يوم عندما يرجع نظره إلى ما فات، أنه قام بما بوسعه لأجل بلده ومحيطه، مضيفا أنه "إن شعرت بأن بلغاريا ليست وطنك الحقيقي، فلا معنى أن تختارها".