Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

هل تحركات بويكو بوريسوف الأخيرة هي" مَهمةٌ للسلطان"؟

БНР Новини
Photo: BGNES

يوم الجمعة الماضي، ناقش رئيس الوزراء بويكو بوريسوف في اسطنبول مع نظيره التركي بن علي يلديريم العلاقات المضطربة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب أزمة اللاجئين. ومن اسطنبول، حث رؤساء الوزراء البلغاري والتركي جميع الأطراف إلى احترام التزاماتهم والتغلب على الصعوبات في الحصول على التضامن الحقيقي. وبعد يوم، ناقش بوريسوف هذه المواضيع في برلين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. لقد أثارت هذه الجولة المكوكية الاهتمام الشديد لدى الجمهور البلغاري بسبب الاعتقاد بأن بوريسوف تعهد بمهمة وساطة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وبسبب بعض التعليقات الحادة، وحتى الكاوية. أكد رئيس الوزراء بنفسه أنه  أصبح وبغير قصد وسيطا بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

القيادي في التشكيل اليميني "ديمقراطيون من أجل بلغاريا قوية" رادان كانيف، علّق ساخرا، أن بوريسوف ليس فقط لم يحقق المهمة التي كلفها به" السلطان" ، بل انه ليس قادرا على حماية الموقف الوطني أمام ميركل وكانت جولته المكوكية محاولة خرقاء "إلى الجمع بين الشعبوية التي سبقت الانتخابات ودعوة تصويت العرقية التركية  بجهل وخوف في السياسة الخارجية ". من جهة إخرى، يرى المحلل السياسي ايليان فاسيليف أن الوساطة التي يحاول رئيس الوزراء بين تركيا والاتحاد الأوروبي، هي مهمة جديرة ولكنها صعبة لأنها تتطلب مهارات دبلوماسية استثنائية و "من السهل أن يبقى الوسيط مع" الكونترا " من تدهور العلاقات وأن " يحرق "بمثابة الفتيل ".

لكن نوايا بوريسوف لم تكن وسيطة للغاية. في اسطنبول ، تلقى من رئيس الوزراء يلدريم التأكيد، أن تركيا سوف تفعل كل ما في وسعها للحد من عبء ضغط الهجرة على بلغاريا. في برلين، تعهدت المستشارة ميركل مرة أخرى لمساعدة بلغاريا على دعم إضافي لأمن حدودها. وهناك ، طالب رئيس الوزراء مرة أخرى التضامن الحقيقي في الاتحاد الأوروبي، وأظهر أنه على الرغم من نفي بروكسل، لا يزال وفيا لرؤيته أنه في اللحظة كل بلد " تبحث مذعورة" عن الطريقة لوحدها في التعامل مع الأزمة.

في الواقع كان لم يكن اجتماع بوريسوف مع ميركل محاولة وساطة ، ولكن جزء من سلسلة كاملة من جهود المستشارة  لحلول منسقة لأزمة اللاجئين، والتي تحدثت المستشارة الالمانية في إطارها مع قادة حكومات النمسا وكرواتيا وسلوفينيا.

وفي سياق آخر، لا يمكن أن ننكر أن وراء التصريحات الأخيرة لبوريسوف تظهر النوايا الانتخابية. ففي عشية الانتخابات الرئاسية يسعى رئيس الوزراء لإثبات سلوكه في بيئة صعبة للغاية في أوروبا. تضامنه مع تركيا من جهة واحدة يثير قبولا بين الناخبين من أصل تركي. من ناحية أخرى،  مثل هكذا سلوك يعجب الكثير من البلغاريين الذين يشككون في الآونة الأخيرة بالسياسة الأوروبية لصوفيا وينظرون إليهاعلى نحو متزايد أنها تبعية نحو بروكسل، وذلك على حساب المصالح الوطنية مع بلدان ومناطق أخرى من العالم. الاعتبارات نفسها أظهر بوريسوف في الآونة الأخيرة مرارا وبنفسه على انه مؤيد لسياسة أكثر ليونة من الغرب تجاه روسيا. مثل هذه التطلعات تلاحظ أكثر وضوحا وسط المعارضة ومن المحتمل، فان الخط الجديد لرئيس الوزارء ربما تكون مكرسة لتحييدهم. وبطبيعة الحال، إذا لم تكن لبويكو بوريسوف نوايا لتغيير سياسي حقيقي أو توجه. لهذا، فهناك حاجة ليس من الانتخابات الرئاسية وانما من الانتخابات البرلمانية.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

تشكيلات اليسار السياسي متفرقة ومتعادية عشية الانتخابات

في الثامن من هذا الشهر اتفق زعماء أكبر التشكيلات اليسارية في البلاد وهما الحزب الاشتراكي البلغاري والنهضة البلغارية البديلة على الترشيح المشترك للانتخابات الرئاسية المزمعة وهو ترشيح قائد القوات الجوية السابق رومين راديف. ويعتبر السيد راديف مرشح..

نشر بتاريخ ٢٥‏/٨‏/٢٠١٦ ١٢:٣٥ م

موضة الاستفتاءات العامة

لقد اتضح مؤخرا أنه سيتم إجراء استفتاء عام بتاريخ السادس من تشرين الثاني القادم وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في بلغاريا وذلك لتعديل قانون الانتخابات. وتظهر قصة استفتاء الرأي هذا حالة من تزايد الحماس لصالح إجراء أمثاله تعبيرا عن الديمقراطية..

نشر بتاريخ ٢٣‏/٨‏/٢٠١٦ ١٢:٥٩ م

اثنان يتعاركان وثالث ... يخسر

في الحقيقة الموضوع كان الترشيح  الرئاسي المجهول  للحزب الحاكم "غيرب" عندما قال رئيس الوزراء "بويكو بورسيوف" في مقابلة تلفزيونية إن وضع بلغاريا من حيث سياستها الخارجية معقد للغاية. ربما كان يريد أن يجعل الجمهور يقبل صورة الرئيس وقائد القوات المسلحة..

نشر بتاريخ ١٦‏/٨‏/٢٠١٦ ١:٤٤ م